Press release | 11 نوفمبر، 2019

جلوبال ويتنس تكشف عن مموِّلين وعقول مدبِّرة لنظام الأسد يخفون ملايين الدولارات في عقارات بموسكو

Read this content in:

English Русский

تحقيق جديد لجلوبال ويتنس يُظهر أن أقارب مقرَّبين وشركاء للطاغية السوري بشار الأسد يحرِّكون أموالًا من داخل سوريا إلى روسيا، وربما إلى جهات أخرى.

اشترى عدة أفراد من عائلة مخلوف، التي كانت تعدُّ من قبل أغنى عائلة في سوريا، ولا تفوقها في السطوة أو النفوذ إلا عائلة الأسد، ما لا تقل قيمته عن 40 مليون دولار أمريكي من العقارات في اثنتين من ناطحات سحاب موسكو في الحي المالي بالمدينة.

قبل الحرب، كان يُقدَّر أن العائلة، التي يتكوَّن منها أقرب أولاد خال الأسد ومستشاريه، تتحكَّم في 60 بالمئة من الاقتصاد السوري. جميع أفراد عائلة مخلوف تقريبًا معاقبون من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لمساعدتهم على تمويل نظام الأسد، أو لارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسان.

قالت إيزوبل كوشيف، منسِّق الحملات بجلوبال ويتنس: «دور آل مخلوف المحوري في نظام الأسد جعلهم متواطئين في عدد من أسوأ الأعمال الوحشية في القرن الحادي والعشرين. سواء أجاء تمويل عقاراتهم في موسكو من ثروة آل مخلوف الخاصة أم من أموال يخفونها لحساب النظام، فالشكوك قليلة في أن تلك الأموال مرتبطة بانتهاكات فادحة لحقوق الإنسان وبالفساد في سوريا».

عقارات عائلة مخلوف في موسكو، التي جرى شراؤها بين 2013 و2019، تتكوَّن في الغالب من مساحات مكتبيَّة واقعة في الحي التجاري الرفيع بموسكو، في مدينة العواصم وناطحات سحاب الاتحاد الفدرالي.

وجد تحقيق جلوبال ويتنس أدلة تشير إلى أن بعض القروض التي تم الحصول عليها بضمان بعض العقارات يبدو مهيكلًا لحجب صلة عائلة مخلوف بالأموال الجاري تحريكها بين سوريا وموسكو، وهو ما يفتح احتماليَّة أن الأموال -التي جعلها آل مخلوف تبدو كأن لا علاقة لها بهم- قابلة للنقل من روسيا إلى نطاق سلطات قانونية أخرى كالاتحاد الأوروبي، حيث يُعاقب بعض أفراد العائلة.

كانت روسيا حليفًا أساسيًّا للنظام السوري طوال الخمسين عامًا الماضية، وقد تدخَّلت عسكريًّا إلى جانب الأسد في سبتمبر 2015، محولة مسار الحرب إلى صالحه.

قالت كوشيف : «شراء هذه العقارات تذكِرة بالدور الثاني الأكثر سرية الذي لعبته روسيا في دعم نظام الأسد. ثمة بنوك روسية دعمت عائلة الأسد خلال الحرب في سوريا، ويُظهر تحقيقنا أن موسكو ما زالت ملاذًا آمنًا لأموال النظام السوري، ويُحتمل أن تكون بوابة إلى النظام الاقتصادي العالمي».

مارس أكبر بنوك روسيا، وهو بنك Sberbank الذي تملكه الدولة، أعمالًا مع واحدة على الأقل من شركات عائلة مخلوف الروسية التي اشترت بعض العقارات في موسكو. لبنك Sberbank حضور دولي وعشرات العلاقات البنكية المتبادلة، وحسابات مقاصَّة باليورو والدولار الأمريكي، وأعماله مع الشركات المرتبطة بعائلة مخلوف تمثِّل مخاطر التزام جسيمة على البنوك الأخرى المتعاملة مع Sberbank. لم يُجب Sberbank طلب التعليق، لكنه صرح في الماضي أنه لا يتسامح على الإطلاق مع غسل الأموال.

زعيم عائلة مخلوف هومحمد مخلوف، خال بشار الأسد الذي كان معروفًا على نطاق واسع بالعمل كمصرفي لعائلة الأسد. من بين أولاده الخمسة، رامي وحافظ وكندة والتوأمين إياد وإيهاب، اشترى أربعة مساحات مكتبيَّة في ناطحات سحاب موسكو، فيما اشترت زوجة رامي وأخت زوجته عقارات في المبنى نفسه.

كتبت جلوبال ويتنس لجميع الأطراف المعنيَّة طالبة الرد، لكنها لم تتلقَّ إجابة على الإطلاق. في مقابلة نادرة أجراهارامي في 2011 ، ادعى أنه معاقب لأنه ابن خال الأسد فحسب، وأن الأسد لا يحتاج إلى أمواله. وفي مواد فيزيكال ريفيو، ادعى أحد أفراد آل مخلوف الأصغر سنًّا أن ثروة العائلة تأتي من مصالحها التجارية في سوريا.

الإخوة مخلوف الأربعة مرتبطون إما بتمويل النظام السوري وإما بانتهاكاته السافرة ضد الشعب السوري. تذكر التقارير أن حافظ مخلوف، الذي اشترى أكبر عدد من العقارات في موسكو من بين أفراد العائلة جميعًا، كان عضوًا أساسيًّا في دائرة بشار الأسد الداخلية، وأحد العقول المدبِّرة الرئيسية للإجراءات القمعية الحكومية ضد المتظاهرين المنادين بالديمقراطية في 2011.

تدعو جلوبال ويتنس جميع المؤسسات المالية أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع الأموال الملوثة كأموال عائلة مخلوف من دخول النظام الاقتصادي الدولي.

/ ENDS

Contacts

Notes to editor:

- المعلومات المتاحة عن أصول النظام السوري وموارده المالية شحيحة لأقصى درجة، نتيجة لسياسة الخوف التي ترعاها أجهزة الأسد داخل البلاد وخارجها.

- آل مخلوف ليسوا معاقبين من قبل روسيا، وقد وجدت جلوبال ويتنس أدلة على أن حافظ أقام ومارس أعماله بحرية في روسيا طيلة أعوام عديدة. بالوضع في الاعتبار قدرة عائلة مخلوف على ممارسة الأعمال بحرية في روسيا، فإن استخدام نظام قروض معقد لحجب صلة حافظ بهذه التمويلات يبدو غير ضروري إذا كانت النية أن تبقى الأموال في روسيا ببساطة، وهو ما يوحي بأن الأموال تتحرك عبر روسيا وإلى نطاق سلطات قانونية أخرى.

- معاملات بنك Sberbank مع عائلة مخلوف جزء من النمط الأوسع لبنوك روسية كبرى تعاون النظام السوري. في 2012 و2013 نقل وول ستريت جورنال ورويترز أن لنظام الأسد حسابات في Gazprombank و VTB، وكلاهما من أكبر البنوك الروسية. وبينما لا يتقيد Sberbank في روسيا بقانون عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإن له فروعًا في مراكز اقتصادية كبرى في أوروبا والولايات المتحدة، تتضمَّن لندن وفرانكفورت ونيويورك. لـ Sberbank أيضًا عشرات العلاقات البنكية المتبادلة وحسابات مقاصَّة باليورو والدولار الأمريكي.

كان يجب أن تكون الطبيعة الملتوية للقروض المأخوذة بضمان العقارات بمثابة جرس إنذار لـSberbank، ولكن من غير الواضح نوع الإجراءات اللازمة التي اتخذت مع القروض، إن كانت أي إجراءات قد اتخذت من الأصل. أعمال Sberbank مع الشركات المملوكة لعائلة مخلوف تُمثِّل مخاطر التزام جسيمة للبنوك الأخرى المتعاملة مع Sberbank، ومن المفترض أن تكون بمثابة جرس إنذار للجهات الرقابية في نطاق السلطات القانونية التي تفرض عقوبات على آل مخلوف ولـSberbank فيها حضور. في تعليقات سابقة لوسائل الإعلام قال بنك Sberbank إن «الاحترافية والشفافية والأمانة قيم البنك الأساسية، وإن البنك لا يتسامح على الإطلاق مع من يخالفون هذا».

- مصدر تمويل العقارات المشتراة غير معلوم. قد يكون من ثروة آل مخلوف الخاصة، التي تراكمت على مر السنين من عملهم كممكِّنين أقوياء ومنتفعين من النظام السوري، بما في هذا فترة حكم حافظ الأسد والد بشار الأسد. أو بدلًا من ذلك، من الممكن أن تكون تمويلات سرقها من سوريا أعضاء آخرون في نظام الأسد وأخفاها آل مخلوف في الخارج. كان محمد مخلوف، الأب المسن للإخوة مخلوف وخال بشار الأسد، معروفًا على نطاق واسع بعمله كمصرفي لعائلة الأسد، ويبدو طبقًا لعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن أبناءه ورثوا جزءًا من دوره.

- طعن كل من أفراد عائلة مخلوف المعاقبين في عقوبات المجلس الأوروبي المفروضة عليهم، لكن محكمة العدل الأوروبية رفضت ادعاءاتهم مرارًا وأكدت ضرورة العقوبات. في مقال مدفوع في جريدة بالتيمور بوست إجزامينر قال محمد رامي مخلوف عن ثروته: «الحقيقة أنني ولدت في عائلة مرموقة في التجارة وتملك شركات كبرى عديدة».